الزواج المبكر
الصحة الجنسية والانجابية
                                    مازالت ظاهرة الزواج المبكر منتشرة بكثرة في العديد من بلدان العالم حتى في الدول الأكثر تقدماً والأخطر منها هي حالات الحمل الغير مرغوب بها التي تحدث بدون تخطيط واستعداد وبالتالي تكون نهايتها إما ولادة صعبة أو وفاة الأم أو الجنين وكثيراً ما يتم إنهاء هكذا نوع من الحمل عن طريق الإجهاض الذي قد يكون في ظروف معينة غير صحي وغير آمن وغير قانوني. 

تشهد حالات الحمل عند الفتيات المراهقات اللواتي تتراوح اعمارهن بين 20 - 15 عاماً زيادة ملحوظة اذ تسجل 16 مليون ولادة كل عام اي حوالي 11% من مجمل الولادات في جميع انحاء العالم حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.

وهذه المؤشرات تجعل من الضروري أن يترافق حمل المراهقات مع خدمات توفر لهم حتى انقضاء هذه للفترة بأمان ومنها  تقديم معلومات شاملة في مجال التثقيف الجنسي وخدمات الصحة الجنسية الانجابية كالفحوصات الدورية وصور الايكو والاستشارات الطبية اللازمة وكذلك تقديم التوعية للوقاية من الإصابة بالأمراض المنتقلة عبر الجنس والوسائل التي تجعل ممارسة الجنس آمنة مع الحمل أو بدونه.

أما مرحلة الولادة وهي خطيرة لا سيما على المراهقات اللواتي لم يكتمل نمو أجسامهن بالشكل الكافي فلا بد من مجموعة من الإجراءات التي توفرها المراكز الصحية والمشافي لكي تمنع حدوث وفيات للأمهات أو لأطفالهن. 

وهنا يكمن الدور البارز للعاملين في المجال من أطباء وممرضين وقابلات الذين يجب عليهم أن يولوا اهتماماً خاصاً للواتي تقل اعمارهن عن 20 سنة من خلال تزويدهم بخدمات الرعاية الخاصة لأنهن معرضات بشكلٍ أكبر للإصابة بمضاعفات الولادة وقد تؤدي إلى الوفاة احياناً.
حسب منظمة الصحة العالمية فإن معدلات الإنجاب انخفضت بدرجة كبيرة في العقدين الماضيين، وهذا أدى إلى ارتفاع مستوى التعليم لدى الفتيات حيث ان مستويات التعليم المنخفضة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإنجاب المبكر وحمل المراهقات، وذلك لأنه في العديد من البيئات الاجتماعية تؤدي الظروف الاقتصادية وقلة الوعي إلى تفضيل تزويج الإناث في سن مبكرة للتخلص من مسؤوليتهن وهذا يساهم في حرمانهم من حقهن في عيش طفولتهم وحقهن في إكمال تعليمهن.
                                
2020-11-03 17:05:51