الصادات
قضايا الشباب
                                    جميعنا سمعنا بمصطلح الصادات الحيوية والذي زاد استخدامه مؤخراً مع انتشار الأوبئة والاستخدام العشوائي للأدوية، وما بين تضارب حول فعالية استخدامها ومخاطر تناولها بصورة غير منظمة نقع في حيرة من أمرنا، فما هي الصادات الحيوية؟

بدايةً تعرّف الصادات الحيوية على أنها هي مواد تقتل الجراثيم أو تثبط نموّها، تستخدم لعلاج الأمراض التي تسببها الجراثيم.

لاستخدام الصادات تاريخٌ طويل قد يعود إلى القرن التاسع عشر، لكن ظهورها بشكلها المعروف حالياً بدأ من لحظة اكتشاف البنسلين على يد الصيدلاني وعالم النباتات ألكسندر فليمنغ عام ألف وتسعمئة وثمانية وعشرين أي ببدايات القرن العشرين، والذي نال لاكتشافه هذا جائزة نوبل في الطب.

يتم الحصول على المضادات الحيوية من مصادر طبيعية عن طريق كائنات دقيقة تنتج هذه المواد، ليتم عزلها وإجراء عدة تعديلات عليها في المختبرات، ثم لتصلنا بشكلها النهائي الذي يتنوع بين شراب معلق ومحاليل، وقد نراه على شكل أقراص وحبوب، كما أن بعض المضادات قد تعطى وريدياً في المشافي تحت الإشراف الطبي.
تملك الصادات الحيوية تأثيرات متعددة على الخلية الجرثومية تهدف إلى تدميرها أو إيقاف نموها، فبعضها يؤثر على جدار الخلية الجرثومية الخلوي، بعضها الآخر يؤثر على الغشاء الخلوي أو عملية تصنيع البروتينات أو الحموض النووية، وعليه يتم تقسيم المضادات الحيوية إلى زمر وتنطوي الزمرة على العديد من الأدوية.
من الزمر التي تؤثر على الجدار الخلوي مثلاً زمرة البيتا لاكتام التي يعد البنسلين أشهر فصائلها.
كما وقد تقسم الزمرة الواحدة إلى عدة أجيال تبعاً لفعالية أدويتها وتاريخ ظهورها وأشكالها الدوائية، إذ تمتاز الأجيال الأحدث عادةً بتأثيرات أقوى وتشمل طيفاً أوسع من الجراثيم.
وبناءً عليه لا يوجد نوع واحد من المضادات الحيوية يستطيع علاج الأمراض جميعها، بالتالي يتوجب علينا زيارة الطبيب لتحديد الدواء المناسب لكل حالة.
.كان هذا تعريفاً مبسّطاً عن المضادات الحيوية دون الخوض في تفاصيلها المعقدة، البقية تأتي في مقالات لاحقة.
                                
2020-09-17 01:57:01